ترياء البنا تكتب:”لحظات حرجة”

مع اقتراب الجولتين الحاسمتين التاسعة والعاشرة من منافسات المرحلة الثالثة للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، بدأ حراك المنتخبات وسط أجواء مشتعلة وتوترات تطال الجميع بلا استثناء، وهنا أخص بالحديث مجموعة منتخبنا العماني والتي تضم إلى جواره كوريا الجنوبية، الأردن، العراق، فلسطين، والكويت.
المجموعة مشتعلة، فالمنتخبات التي لديها حظوظ التأهل تعاني جميعها بشكل أو بآخر، الشمشون الكوري رغم أنه المرشح الأقرب لأولى بطاقاتي التأهل المباشر، فهو يعاني تذبذبا في المستوى ويقدم أداء غير مرض لجماهيره التي كانت تتوقع حسم التأهل مبكرا وسط مجموعة المنتخبات العربية الأقل خبرة، كذلك المنتخب العراقي الذي رغم حظوظه القوية للتأهل المباشر إلا أنه سارع في وقت صعب إلى إقالة مدربه الإسباني خيسوس كاساس، والذي لم ينعم يوما برضى الجمهور العراقي أو النقاد والإعلاميين، وأتى بالمخضرم جراهام أرنولد المدرب السابق للمنتخب الأسترالي، ليحمل فوق عاتقه حلم تأهل أسود الرافدين الثاني للمونديال، ولكن أرنولد رغم خبراته لا يعرف اللاعبين، ولا يمتلك فسحة من الوقت تمنحه تطبيق فلسفته، كما أنه في هذه الفترة القصيرة جدا، بالتأكيد سيبني خطته على مشاهدته لمباريات العراق منذ بداية التصفيات، وهو الأمر الذي لن يساعده كثيرا لأن كاساس لم يعتمد أبدا تشكيلة أساسية للفريق منذ تولى قيادته، وهنا يطفو على السطح السؤال المهم، هل كان من الأفضل للمنتخب العراقي الاستعانة بمدرب وطني لعبور هذين اللقاءين المصيريين؟.
كما أن منتخب الأردن، رغم أنه صاحب حظ وفير في خطف بطاقة مباشرة، إلا أنه في انتظار لقاءين قويين جدا، أمام منتخبين لديهما نفس الحظوظ( عمان، العراق)، ويكمن المأزق الأهم في أنه يواجه منتخبنا الوطني في مسقط وسط الجمهور العماني الكبير الذي سيملأ مدرجات ملعب مجمع السلطان قابوس ببوشر، ورغبة عارمة للفريق ومدربه رشيد جابر في الثأر عقب المباراة الماضية في الأردن والتي تعد أسوأ مباريات الأحمر خلال التصفيات، كما أن ديربي الأردن والعراق لن يكون سهلا أبدا على المدرب جمال السلامي ولاعبيه، فربما يكون لقاء فض الاشتباك وتحديد المتأهل( عطفا على نتائج الجولة التاسعة).
أما فيما يتعلق بمنتخبنا العماني، فقد أصبح الآن أمام فرصة ذهبية، وما عليه إلا أن يحقق الفوز في مواجهتي الأردن( مسقط)، وفلسطين( عمٌان)، وينتظر خدمة نتائج المواجهات الأخرى والتي نرجو من الله أن تخدمنا خاصة بعد تفريطنا في نقاط سابقة كانت في المتناول، ولكن ليس هذا وقت البكاء على اللبن المسكوب.
والتساؤل الأهم قبل لقاءي الجولتين الأخيرتين، هل يستطيع لاعبونا عبور اللقاءين بسلام تحت هذا الضغط؟، فخسارة أية نقطة تعني ضياع الفرصة، ورغم أن مدربنا رشيد جابر يتحدث دوما عن الحضور الذهني والتهيئة النفسية للاعبين وخاصة قبل لقاء النشامى الماضي إلا أن لاعبينا لم يسجلوا أي حضور خلال اللقاء، فهل ينجح جابر في تغيير الصورة في مواجهة الخامس من يونيو، علما أن هجوم الأردن أقوى خطوطه في ظل تواجد اثنين من أفضل مهاجمي آسيا موسى التعمري، ويزن النعيمات، ورغم غياب التعمري في المباراة الأولى إلا أن النشامى نجحوا في اختراق العمق الدفاعي لمنتخبنا وتسجيل أكبر خسارة لنا في التصفيات، فهل ينجح رشيد جابر والذي أعاد للمنتخب العماني هيبته في تلك التصفيات، في تحقيق ست نقاط أراها في المتناول، أمام منتخبين عربيين لا يتفوقان علينا في شيئ.
ربما لو جاء رشيد جابر بعد كأس آسيا مباشرة لكان وضعنا أفضل بالتصفيات، خاصة وأنه أعاد للاعبينا الثقة في أنفسهم وأعاد للأحمر قيمته، ولكن هذا هو الواقع، فالرجل يعمل بجد منذ تولى المسؤولية، وهنا أسجل له الاحترام وأرفع القبعة لأنه أغلق المواجهتين الوديتين أمام النيجر ولبنان أمام الإعلام والجمهور، لأن البعض للأسف لا يهمه إلا أن يخرج منتقدا هذا اللاعب وذاك، ونحن في مرحلة ليس علينا فيها غير الدعم والتشجيع للاعبينا فهم يحملون بين أقدامهم حلما آن له أن يتحقق.
أخيرا.. ست نقاط تفصلنا عن حلم التأهل التاريخي للمونديال، وهي ليست مهمة مستحيلة على المدرب الوطني رشيد جابر وكتيبته التي هي الآن على أعتاب كتابة أسمائها بحروف من نور في تاريخ الكرة العمانية، فقط كونوا في الموعد وأسعدوا الجماهير العمانية التي ستزحف خلفكم في المباراتين وهي تطوق لتحقيق حلم طال انتظاره وأصبح الآن أقرب من أي وقت مضى.