إبراهيم البارقي يكتب ” الفشل لا تبرره المجاملات “
إبداء الرأي الموضوعي الهادف واجب إنساني ومسؤولية وطنية تقتضي الحيادية والتثقيف في أعلى درجات الصراحة والشفافية دون التحيز والمداهنة أو التطبيل تحت أي ظرف كان، والعمل بمفهوم القول (للمحسن أحسنت وللمخطئ أخطأت).
عندما نتحدث عن التحول الحادث المتضمن لمشروع رياضي كبير فنحن بين خيارين لا ثالث لهما والمعني بهذا الشأن المخولين بقيادة المنظومة الرياضية، حيث أن العمل كبير فأما الجدية والعمل الصادق أو المغادرة من أوسع الأبواب ولعل القادم أجمل.
استشراف المستقبل حق مشروع، وهذا مبدأ رسمته الدولة حفظها الله ضمن خطوات حثيثة وإجراءات واضحة من خلال الاستعداد لمرحلة مختلفة كلياً في كل الاتجاهات، وجعلت الرياضة نصيبها الوافر، فالطموح هو بلوغ ذروة العالم الرياضي وحجز المكان المناسب لرياضتنا في قلب العالم المتطور وهذا ليس أضغاث أحلام بل واقع يعززه الإمكانيات والمعطيات وكافة المقومات، في ظل التمكين الذي قدمته وتقدمه الدولة حفظها الله من تذليل المعوقات وضخ الأموال بسخاء لبلوغ المراد.
في هذا المقال أتحدث بصوت الموضوعية مع تجنب الذاتية، لأن الكتابة ليست مجرد ترف فكري، بل هي أداة ضرورية لبناء مجتمع عادل وشفاف ومن حقي كمتابع رياضي أن أرى ثمرات أحلامي وأحلام الرياضيين التي بذرتها حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد يانعة نقطفها في وطن الخير والعطاء.
مشاركة الأولمبياد في باريس ٢٠٢٤م مخيبة للآمال ووضعت اللجنة الأولمبية أمام كثير من الاستفهامات وذلك مقارنة بحجم الدعم الحكومي وتمكين كافة الاتحادات مالياً وإدارياً وفنياً، إلا أن الأولمبياد لم تسجل لنا حضوراً مشرفاً لأسباب تكتنفها الضبابية، وهو الأمر الذي أزعج المشهد الرياضي وأصبحنا على عتبة الأخذ وبقوة على تلك الاتحادات وفي مقدمتها اتحاد القدم، ومن حق الجميع المطالبة بالتغيير الفوري واختيار الكفاءات المؤهلة والناضجة فكرياً في المجالات الرياضية فلسنا في حاجة للانتظار كون السعودية قطعت مشواراً لا يجب أن يعود للخلف في تمثيلها المتعدد في المحافل الرياضية.
كلمة أخيرة وهنا مربط الفرس، أعني المدافعين عن الفشل من بعض الأصوات التي ميّعت فشل المشاركة الأولمبية بعبارات وأحاديث نابعة من باب المصلحة والاستنفاع على حساب مصلحة وطنية عظمى يجب عليهم أن يتسموا بالشفافية الكاملة والبعد عن الانحياز العاطفي أو الميول الشخصي، فالإعلام الحقيقي هو الذي يحترم الحقائق ويضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار.