محمد أمان يكتب “سيف الدرع .. العَبرة والعِبرة!”

لم يتمالك لاعب المنتخب المصري سيف الدرع نفسه بعد النهاية الدراماتيكية والمؤلمة لكل مصري ولكل عربي أيضا لمباراة منتخب مصر مع منتخب فرنسا في الدور ربع النهائية لبطولة كأس العالم لكرة اليد (2025)، وبكى ابن مصر المبدع على هذه الخسارة والتقطت الكاميرات دموعه وهو يستلم جائزة أفضل لاعب في المباراة.. هذا هو العَبرة.
أما العِبرة، فإنك تدرك بعمق المشروع المصري في لعبة كرة اليد وأبعاده الحقيقية التي تجعل لاعبا مصريا يبكي على الخسارة من منتخب بطل وعالمي كالمنتخب الفرنسي الذي يعتبر من الأبرز خلال السنوات الماضية سواء على مستوى كأس العالم أو دورة الألعاب الأولمبية، في منطقنا أنك تخسر من فرنسا بهذه الطريقة فإنك تفرح وتخرج في وسائل الإعلام لتقول (أنا خسرت بشرف، أنها مباراة للتاريخ)!.
تحتاج كرة اليد في دول الخليج العربية وخصوصا المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الكويت التي تمتلك التاريخ في لعبة كرة اليد للاستفادة والتعلم من التجربة المصرية الرائدة، متأكد بأن هذا النموذج ليس عاديا من قبل اتحاد من المستحيل أنه يعمل بميزانيات أفضل وأكبر من ما يخصص للاتحاد المصري لكرة اليد.
كرة اليد في الخليج تمتلك مقومات عالية، وهناك علاقة ود وحب بين اللاعب واللعبة، ولكن المسألة تبقى كيف تجعل هذا اللاعب بمقومات اللاعب المصري الذي ينافس ويصارع ويجابه أفضل اللاعبين في العالم، ذلك بحاجة إلى مشروع والمشروع بحاجة لقيادة ذوا كفاءة قبل أن يتكلم أحد عن الدعم المالي والموازنات، من خلال إنشاء دوري قوي وتسويق اللاعبين بالشكل السليم في الدوريات الأوروبية.
أما دون ذلك، فستسمر كرة اليد الخليجية هكذا، حساسيات وجدال وكلام في الهواء، في كل عامين سنأتي للتصفيات ونفرح بأننا تأهلنا لكأس العالم، وسنذهب لكأس العالم لننافس على مراكز المؤخرة، وسنبقى نتفرج ونسرح ونمرح بلا أهداف، وسنبقى ننشد للمهاترات بين هذا النادي وذاك، هذه المنطقة وتلك، وهكذا حتى تجعلنا (أمة) بلا طموح.