مقالات رأي

تركي الحربي يكتب:” الهلال وكابوس الانسحاب”

 

مع عودة الإثارة الآسيوية على مستوى الأندية وتحديداً في بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، والتي يُفترض أن يكون الهلال قد قص شريط دور ربع النهائي فيها بمواجهة غوانغجو الكوري، الضيف الجديد على مثل هذه المعتركات القارية، مما قد يجعله لقمة سائغة للفريق الأزرق، والذي هو محور حديثنا اليوم، وذلك لما تمثله مسيرته في دوري أبطال آسيا التي انطلقت في عام 2003 من حالة تناقض عجيبة.

حيث بدأ أولى النسخ بتذيّل المجموعة، وهو الذي دخل البطولة طمعاً في تحقيقها. ثم في النسخة التي تلتها خسر بالخماسية الشهيرة من نادي الشارقة الإماراتي. تلك النتائج المخيبة لم تكن هي أسوأ ما تعرض له النادي الأزرق، بل تواصلت تلك الحالة من الضياع في نسخ متوالية حتى بلغ اليأس بالوسط الأزرق مبلغه، مما حدا بالرئيس أن يعلن بنفسه أن البطولة باتت “صعبة قوية”.

ومن عجائب الحالة الزرقاء آسيوياً، تذيّل المجموعة دون أي انتصار في عام 2018، قبل أن يعود نفس الفريق ليحقق اللقب عام 2019 وسط حالة ذهول اجتاحت كل المتابعين لكرة القدم الآسيوية. ومسوغ تلك الحالة من الذهول كون الفريق للتو كان متذيلاً لمجموعته بالنسخة السابقة. هذا التقلب الكبير بالمستوى كان هو السمة السائدة في الرحلة الزرقاء قارياً، حيث استمرت المفاجآت الهلالية آسيوياً لتصل ذروتها بإعلان الانسحاب من البطولة في دور المجموعات، وذلك قبل مواجهة شباب الأهلي الإماراتي بنسخة 2020، وهو ما استدعى الاتحاد الآسيوي أن يُظهر بياناً رسمياً يوضح فيه ملابسات انسحاب الفريق الأزرق، وأن هذا الانسحاب سيوجب إيقاع العقوبة المنصوص عليها في اللائحة الخاصة باستكمال مباريات البطولة المتوقفة في ذلك الوقت نتيجة جائحة كورونا، والتي تنص على معاقبة المنسحب بالحرمان لمدة عامين من المشاركة في البطولة.

ولكن، وكما صرّح نائب رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد الآسيوي الأستاذ عبدالخالق مسعود، تم تدخل الاتحاد السعودي ممثلاً بالأمين العام الأستاذ إبراهيم القاسم، والذي بادر في حينه بالسفر إلى قطر، حيث تُقام البطولة المجمعة، ومحاولة إقناع اللجنة الفرعية القائمة على البطولة في حينه بعدم رفع حالة انسحاب الهلال ضمن ملف البطولة إلى لجنة الانضباط للنظر في تفاصيل الحالة، وبالتالي تطبيق نص القانون عليه، وهو ما يمثل خسارة كبيرة لمحبيه حيث يُفترض حرمانه من المشاركة. ولكن بالفعل تم تجاوز اللائحة وعدم معاقبة الفريق المنسحب على انسحابه وإخلاله بالبطولة، الأمر الذي نتج عنه مشاركة الفريق الأزرق بالنسخة التالية، وهي الحالة التي ستبقى راسخة في العقل الآسيوي تُستحضر كلما بدأت نسخة جديدة من البطولة.

أخيراً، ومع ما يحظى به الهلال من دعم، هل سيتمكن من تحقيق البطولة أم يتعرض لما يجبره على الانسحاب من جديد؟

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com