أحمد الخير يكتب:”تنسى كأنك لم تكن”

المحزن في قصة انتر هذا الموسم، أنه لن يبقى في الأذهان، فالتاريخ لا يتذكر سوى الأبطال !
لن يتذكر الناس حجم العمل الذي قام به انزاغي مع الفريق، لن يتذكروا أنه صارع بلاعبين على فراش الموت، مَن المدرب الذي سيصل لنهائي الأبطال وينافس حتى آخر جولة في الدوري، ويخسر نصف نهائي الكأس، ونهائي السوبر ومعه “دي ماركو، تشانهانوغلو، مخيتاريان والكثير” مِمّن بلغوا من الكبر عتيّاً !
إن ما فعله انزاغي سيكتب في أساطير الإنترييستا وحدهم، فهم من يعرفون قيمة عمله رغم قِلّة عدّته .. حين نقول يورغن كلوب على سبيل المثال، يعدون على الاصابع من سيتذكرون أنه أعاد الليفر للواجهة وبنى الفريق بعد أن كان حطاماً، أما الأغلبية سيتذكرون أنه حقق الدوري الإنجليزي مرّة واحدة فقط في تسع مواسم قضاها مع ليفربول.
إن كرة القدم ظالمة في كثير من الأحيان وقاسيةٌ أيضاً، وربما تكمن “حلاوتها في قسوتها” أحياناً.
تؤكد لنا هذه اللعبة كل يوم أنها علمٌ غير ثابت، واستمرارية السعي فيها لا تعني حتمية الوصول ..
تخيل عزيزي أن الأنتر بعد كل هذه التضحية والمعاناة في موسم بأكمله، ربما يكون حصاده “زيرو تيتولي” وهي العبارة التي قالها مورينهو ذات مرة، وتعني بالإيطالية (صفر من الألقاب) ما أقسى كرة القدم !
من المؤسف أن التاريخ يدوّن المركز الأول أما صاحب المركز الثاني لا أحد يهتم به .. صاحب المركز الثاني سيحقق نبوءة محمود درويش حين قال:
“تنسى كأنك لم تكن
تُنسى كمصرع طائرٍ
ككنيسةٍ مهجورةٍ تُنسى”