غرم الله الزهراني يكتب:”الأهلي والحرس القديم”

لطالما كان الأهلي نادي عريق يتغنى به محبوه، ويتفاخرون بتاريخه وشعبيته وجماهيريته الطاغية، لكن ما لم يكن يظهر للجميع هو أن هذا الكيان، في لحظة من الزمن، كان مختطفاً.. مختطفاً لا بالقوة، بل بالتحكم، وبـ”الحرس القديم” الذين صنعوا لأنفسهم مكانًا فوق النادي، لا فيه.
أولئك الذين كانوا يرفعون شعارات الانتماء والرزانة والعقلانية، ظهروا على حقيقتهم مؤخراً تغريدات مشحونة بالغمز واللمز، تعليقات لا تخلو من التلميح المسموم، كلها كشفت توجهاتهم الحقيقية. جمهور الأهلي الذي كان يظن فيهم خيراً، أدرك أخيراً أنهم لم يكونوا يوماً مع الكيان، بل مع أنفسهم ومصالحهم وأوهام السيطرة.
لقد كان أكثر ما يزعج هذا “الحرس” أن الأهلي بدأ ينتقل من مرحلة الوصاية والتجاذبات الشخصية إلى مرحلة العمل المؤسسي، العمل المحترف، والإدارة التي تملك قرارها لا تمليه عليها حسابات خاصة. كان انتقال النادي إلى مرحلة مفصلية حتى تحول إلى شركة تعمل بموجب هيكلة وأنظمة يحددها المالك صندوق الاستثمارات العامة اصبح يهدد بقاء هؤلاء في الصورة، فهم يعلمون جيداً أن المرحلة الجديدة لا تعرف المجاملات، ولا تحتفظ بمن اعتاد اللعب خلف الستار.
الأهلي كان يعيش في قبضة تيار لا يريد التغيير، لأن التغيير يعني نهايتهم. لذلك حاربوا بصمت حيناً، وبالصوت المرتفع حيناً آخر، وها هم اليوم يخرجون من جحورهم بتلميحات مكشوفة، وألفاظ مبطّنة لم تعد تنطلي على أحد.
لكن جمهور الأهلي اليوم بات أكثر وعياً لم يعد يُخدع بالشعارات، ولا يستسلم للأسماء، بل أصبح يُقيّم المواقف ولا ينحاز للأسماء هذا الجمهور لم يعد يبحث عمّن يتحدث باسم الأهلي، بل عمّن يخدمه بصدق ويضع مصلحة الكيان فوق كل اعتبار.
نعم، الأهلي اختُطف يوماً.. لكنه اليوم يُستعاد.
والحرس القديم؟ مكانهم الطبيعي هو خارج أسوار النادي، حيث انتهت مرحلة التلميع الزائف، وبدأ زمن المكاشفة والمحاسبة والعمل الحقيقي