البحرين
-
الكرة العربية
خليفة غانم الرميحي.. حكاية المدرس البحريني الذي صمم كأس الخليج الأولى
الكأس جمال عبدالحميد قبل انطلاق منافسات أولى بطولات كأس الخليج العربي لكرة القدم في البحرين عام 1970 كان…
أكمل القراءة »
الكأس جمال عبدالحميد قبل انطلاق منافسات أولى بطولات كأس الخليج العربي لكرة القدم في البحرين عام 1970 كان…
أكمل القراءة »
الكأس جمال عبدالحميد
قبل انطلاق منافسات أولى بطولات كأس الخليج العربي لكرة القدم في البحرين عام 1970 كان لابد من وجود جائزة ثمينة تقدم للمنتخب الفائز بالبطولة، حيث قررت اللجنة التأسيسية لكأس الخليج صناعة كأس تتبارى عليها المنتخبات المشاركة في المونديال الخليجي، فقامت اللجنة المنظمة للدورة الأولى بإسناد تصميم الكأس إلى أحد أبناء البحرين المخلصين، هو خليفة غانم الرميحي، وهو واحد من رواد الحركة الرياضية في البلاد.. حكاية "الرميحي" وقصة صناعة الكأس الخليجية الأولى نستعرضها في سياق التقرير التالي.
بدأ خليفة غانم الرميحي أحد رواد الحركة الرياضية في مملكة البحرين حياته العملية أواخر حقبة الأربعينيات من القرن العشرين مدرسا للغة الإنجليزية والتربية الرياضية في إدارة المعارف البحرينية، حيث نشأ وتأسس وتتلمذ على يديه العديد من الشخصيات المعروفة في البحرين من أصحاب المناصب السياسية والاجتماعية والاقتصادية الكبيرة، وكذلك رجال الأعمال والشعراء والفنانين، حيث ترك بصمة كبيرة في تاريخهم.
كانت طموحات وأحلام المدرس البحريني أكبر من أن يبقى حبيس مهنة التدريس، فقدم استقالته لإدارة المعارف وتوجه إلى المملكة العربية السعودية ليعمل في شركة أرامكو، وفي بلاد الحرمين الشريفين بدأ "الرميحي" يحقق حلمه الكبير في أن يصبح رجل أعمال يشار إليه بالبنان، حيث افتتح متجرا للأدوات الرياضية، قبل العودة إلى البحرين ليفتتح متجرا للملابس والأجهزة والأدوات الرياضية والكشفية، والذي أطلق عليه اسم "قصر الرياضة والكشافة".
ويقع "قصر الرياضة والكشافة" بشارع الحكومة المتفرع من شارع باب البحرين، والذي كان يسمى في ذلك الوقت شارع "برت"، ويقع في ساحة الجمارك بالحي التجاري المركزي السابق في السوق القديم بالمنامة، وكان يحتوي على العديد من البنوك الكبرى والفنادق والمؤسسات التجارية والمتاجر الشعبية.
بعد الشهرة الكبيرة في مجال بيع كل احتياجات ومستلزمات الألعاب الرياضية المختلفة، توسع خليفة بن غانم الرميحي في أعماله، حيث قام بإنشاء وتأسيس أكبر معارض البحرين في تلك الأيام لتجارة وبيع الملابس والمستلزمات والأدوات الرياضية والكشفية في منطقة أم الحصم، والذي كان من رواده الاتحادات الرياضية، والفرق والأندية الرياضية والمؤسسة العامة للشباب والرياضة، بالإضافة إلى وزارة التربية والتعليم.
كان "الرميحي" مثل كل أبناء مملكة البحرين يعشقون ويحبون بلادهم، بالإضافة إلى عشقه لكرة القدم والرياضة، باعتباره أحد رواد الحركة الرياضية في بلاده، ولهذا شارك في تجهيز وتزويد منتخب البحرين بجميع احتياجاته من ملابس وأدوات التدريب المختلفة مجانا وبدون مقابل في دورة كأس الخليج الأولى التي أقيمت بالبحرين عام ١٩٧٠، ولقربه في ذلك الوقت من قيادات الحركة الرياضية في البحرين، بحكم أنه واحدا منهم، بالإضافة إلى عمله في الأدوات الرياضية.
وانضم "الرميحي" إلى اللجنة المنظمة لأولى بطولات كأس الخليج العربي أو مونديال الكرة الخليجية برئاسة الشيخ محمد بن خليفة، التي اتخذت قرارا بتقديم كأس للفائز بالمركز الأول في البطولة، حيث تم إسناد صناعة وتصميم كأس الخليج الأولى لمتجر "قصر الرياضة والكشافة " الذي يملكه خليفة غانم الرميحي.
قام صاحب المتجر بتصميم كأس الخليج الأولى، والذي تم صناعته في إحدى الشركات اللبنانية من الفضة الخالصة، المطعمة بأجزاء من الذهب، وعبارة عن غصنا الزيتون على الجانبين، ونقش على الكأس ميدالية تحمل شعار الدورة، ويعلوه ميدالية أخرى مرسوم عليها لاعب كرة قدم، وعلى القاعدة لصقت لوحات معدنية يكتب عليها اسم الدولة الفائزة والتاريخ، وبلغ ارتفاع الكأس ٤٢ سم، وارتفاع القاعدة الخشبية ١٠ سم، وهي مسدسة الشكل وطول قطرها ١٧ سم.
وتكلفت صناعة الكأس الخليجية الأولى ٨٦٠ دينارا بحرينيا، وزعت بالتساوي على الدول الأربع المشاركة في الدورة، وهي: البحرين والسعودية والكويت وقطر، حيث دفعت كل دولة ٢١٥ دينارا، وامتلكت الكويت الكأس لفوزها ببطولة الدورات الثلاث الأولى أعوام ١٩٧٠، ١٩٧٢، ١٩٧٤.