بندر الشهري يكتب “ألغوا دورة الخليج!”
حين يأتي الحديث عن دورة الخليج، وتحديدًا عند إعلان موعد سحب قرعتها، تخرج بعض الأصوات التي تُنادي بإلغائها بحجة استنفادها لكل أهدافها، وأنها أصبحت عديمة الجدوى وما إلى ذلك. لكن ما إن تبدأ منافساتها، كما هو الحال مع الدورة المقامة حاليًا في الشقيقة الكويت، والتي حققت نجاحًا كبيرًا من خلال حفل افتتاح جميل وتنظيم رائع حتى الآن، وإلى آخر يوم بإذن الله، تجد الجميع، وأولهم المنادون بالإلغاء، مشدوهين ومستمتعين ومتشوقين جدًا للبطولة وأجوائها ومبارياتها ولياليها وتحليلاتها ومناكفاتها. والأهم من ذلك كله، الانتشاء بالروح الأخوية السائدة والمحبة الصادقة التي تظهر في تجمعات الجماهير واللاعبين والإعلاميين والمسؤولين في كل أرجاء الدورة.
ومع ذلك، ينبغي على اتحاد كأس الخليج العربي عدم التوقف، وبعد مرور نصف قرن -ما شاء الله تبارك الله- على هذا الإرث العظيم عند هذا الحد، بل السعي للتجديد والتطوير والابتكار في الدورات المقبلة. ويمكن ذلك عبر خلق أفكار خارج الصندوق لضمان استمرار الزخم والوهج لهذه البطولة. وفي هذا الصدد، أعجبتني فكرة طُرحت هنا عبر صحيفة (الكأس)، التي تقوم بتغطية مميزة جدًا للدورة. قد تكون، وبحكم متابعتي للصحف المحلية والخليجية، وبدون مجاملة، هي (الأفضل). والفكرة، كما اقترحها الحارس العراقي الدولي السابق “عماد هاشم” مع الزميل النشط “محمد الخليفة”، تتبلور حول دعوة منتخبات قوية مثل اليابان وكوريا الجنوبية للمشاركة بالدورة لزيادة حجم الندية والإثارة والمنافسة.
وأنا -والعياذ بالله من كلمة أنا- أتفق مع الفكرة بعمومها، ولكن لا أرى أن تكون الدعوة موجهة للمنتخبات الآسيوية، حتى لا تصبح وكأنها نسخة مصغرة من بطولة آسيا، ولا لمنتخبات عربية، حتى لا تظهر وكأنها بطولة عربية مصغرة أخرى. ولكن، لو استطاع الإخوان في الاتحاد الخليجي الحصول على موافقة منتخبات عالمية للمشاركة من أمريكا الجنوبية مثلًا، كالبرازيل أو الأرجنتين أو الأوروغواي، أو من أوروبا كإيطاليا وفرنسا وأسبانيا، فأجزم أنها ستكون نقلة نوعية قوية للدورة وستسهم في استمرارها وزيادة قوتها وإثارتها ووهجها.
صقورنا الخُضر.. خروجُنا مُرّ
وضع الجميع أيديهم على قلوبهم بعد البداية الصاعقة لمنتخبنا اليوم أمام المنتخب اليمني، وتأخره بهدفين في النصف ساعة الأولى من المباراة. وبدأ يلوح للجميع أصعب سيناريو كروي يمكن تصوره في تاريخ المنتخب السعودي، وهو أن يكون أول منتخب يغادر دورة الخليج. لكن سرعان ما عاد نجوم الأخضر للمباراة، من خلال إحراز هدف في الشوط الأول مع ضياع فرص كبيرة تصدى القائم والعارضة لاثنتين منها، ثم إحراز التعادل والفوز بالهدف القاتل في الشوط الثاني، ليحقق الأخضر فوزًا ثمينًا جدًا في مشواره الخليجي.
ما يهمنا حاليًا هو عودة منتخبنا إلى البطولة نقطيًا ومعنويًا، خاصة بعد البداية المحبطة جدًا أمام المنتخب البحريني ثم أمام اليمن في بداية المباراة. ونأمل أن يستمر التصاعد في المستوى خلال المباراة الأخيرة بدور المجموعات أمام المنتخب العراقي القوي، حتى يتحقق التأهل إلى نصف النهائي. لذا، على الجميع الآن دعم المنتخب فقط وتأجيل أي انتقاد إلى نهاية البطولة. وأجزم بأن المنتخب، إذا لعب بالأداء والرغبة التي قدمها اليوم بعد تأخره، فسيكون الفوز حليفه أمام العراق -بإذن الله تعالى-، مع أهمية عدم الوقوع في الأخطاء الساذجة التي تسببت في استقبال أهداف سهلة في شباك العقيدي ثم العويس.
وفي المقابل، على نجومنا في الوقت نفسه استشعار صعوبة وفداحة خروجهم من الدور الأول -لا قدر الله-، وأن هذا لا يليق بمنتخبنا ولا بتاريخه العريق، كما أنه وصمة غير جيدة في مسيرتهم كلاعبين. وكلنا ثقة بهم في السير بالمنتخب إلى نهائي البطولة بإذن الله. وتفاءلوا بالأخضر تجدوه.