حسن السلطان يكتب “أحمد الأمريكي ونادي الاتفاق”

خلال حضوري إحدى مباريات دوري المدارس من أجل ابني وذلك في مدينة توليدو بولاية أوهايو، لفت انتباهي لاعب أمريكي موهوب في مركز محور الارتكاز، يتمتع هذا اللاعب، الذي يدعى أحمد، بمقومات جسدية وفنية استثنائية، بل وأكثر من ذلك، فهو هداف من الطراز الأول، يتميز بتسديدات قوية ودقيقة، إلى جانب كاريزما لا تخطئها العين.
لدي نظرة خاصة في تقييم المواهب، ونادرًا ما أخطئ في الحكم عليها، أحمد أدهشني من لمسته الأولى للكرة، و أسلوبه في التحكم والتمرير يشبه لاعبي الصفوة، وهو من نوعية اللاعبين الذين يذكروننا بموهوبين عالميين مثل لامين يامال وكوبارسي، لكن أحمد يتميز بنضجه اللافت رغم أنه لم يتجاوز الخامسة عشرة.
بعد الحديث مع والده، اكتشفت أن أحمد يحمل الجنسية السعودية، لأن والده سعودي من المنطقة الشرقية، رغم أن حياته بالكامل كانت في أمريكا، و المدهش أن حلم أحمد الأكبر هو تمثيل المنتخب السعودي يومًا ما بدلًا من المنتخب الأمريكي، ومع اقتراب بلوغه الـ16 عامًا، بات بإمكانه التوقيع على عقد احترافي، مما يفتح أبواب المستقبل أمامه.
بحكم أن والده من الشرقية، بدا الخيار الطبيعي هو نادي الاتفاق، خاصة أنني أرتبط عاطفيًا بهذا النادي، ومع ذلك، أجد نفسي مترددًا في تقديم أحمد لهذا الخيار في ظل وجود الإدارة الحالية والمدرب ستيفن جيرارد، الذين لا يبدو أن لديهم رؤية واضحة لتطوير المواهب الشابة، و أخشى أن يجد أحمد نفسه على دكة الاحتياط بينما يُمنح اللاعبون الأقل موهبة فرصًا للمشاركة.
من الخيارات الأكثر منطقية حاليًا أندية الوسطى أو نادي القادسية في الشرقية، الذي أثبت قدرته على دعم المواهب الصاعدة، و أحمد بإمكاناته الفريدة وإتقانه للغتين العربية والإنجليزية، سيجد بيئة مفتوحة ومناسبة للتطور في القادسية.
أنا واثق إذا حصل على الفرصة المناسبة، سيكون أحد أعمدة المنتخب السعودي في المستقبل.
أحمد هو موهبة استثنائية، لاعب بصفات عالمية يذكرنا بنجم مثل نواف التمياط، لكن مع مواصفات بدنية وفنية تضعه في مصاف اللاعبين الدوليين. أحلم أن أرى هذه الموهبة تتألق في الملاعب السعودية، ليكون مثالًا يُحتذى في المزج بين الموهبة والعمل الجاد.