يعقوب آدم يكتب:” خواطر سريعة”

عوّدنا فتية الهلال الأماجد أنهم عندما يرتدون ثوب الوطنية الفضفاض، يتغالبون على النفس ويقدمون جهد المُقِلّ، سعيًا لتحقيق التفوق الآسيوي، الذي يعتبر الهلال أحد فرسانه الأمضى. فمشاوير الهلال الآسيوية تدعو للفخر، وهو يحقق الإنجازات في مختلف البطولات حتى أصبح واحدًا من أكبر زعماء القارة. ولا شك أن تحقيقه لوصافة كأس العالم للأندية يُعد من أعظم الإنجازات التي حققها الزعيم خلال مشاركاته الدولية.
وها هو الزعيم الهلالي يصطدم الليلة بفريق غوانغجو الكوري، الثابت في ترتيبه بالدوري الكوري، ضمن مرحلة الدور ربع النهائي. وغوانغجو فريق خطير ومخيف، يملك عناصر مميزة، خاصة محترفيه البرازيليين الذين يمثلون القوة الضاربة بما لديهم من مهارات عالية وحلول فردية. وهي جزئية يجب أن يضع لها مدرب الهلال، جيسوس، ألف حساب. ويتعيّن على الهلاليين حسم نقاط المباراة من ملعب الإنماء، لا سيما وأن اللقاء سيقام وسط حضور جماهيري عريض. والفريق الهلالي بدأ يستعيد عافيته شيئًا فشيئًا، وكانت مباراته الأخيرة أمام الشباب في ديربي الوسطى مؤشرًا جيدًا على جاهزيته للقاء الليلة. والأمل أن يكون لاعبو الهلال في الموعد بتحقيق فوز باهر يكون خير حافز لزملائهم في الأهلي والنصر، وهم يواجهون غدًا فريقي بوريرام التايلندي ويوكوهاما الياباني.
مارد الدمام، فريق النهضة العريق، انزوى في ركن قصي بين أندية الدرجة الثالثة في دوري الظل، وانشغل عنه المحبون والمريدون وأعضاء الشرف، حتى بات بلا وجيع. فكان من الطبيعي أن يبتعد عن دائرة الأضواء، ويصبح نسيًا منسيًا، بعد أن كان بعبعًا مخيفًا لأندية الوسطى والغربية. ليعيش عشّاق المارد على ذكريات الأجيال الذهبية، في عصر النهضة الذهبي، عصر عنبر جاسم، وأحمد داود، وأحمد سعد، وخالدين، ومحمد الزوري، وعبدالهادي الدوسري، والغدير إخوان، وناصر بليه، وماجد الهملان، وعبدالله العزمان، وأحمد النباط، وناصر المنصور. فكيف تعود النهضة؟ وكيف يسترد المارد مجده القديم؟
فريق الوحدة العريق، بكل تاريخه التليد، يترنح في دوري الأضواء، ويواجه مصيرًا مجهولًا، وأهل مكة لا يستوعبون الدروس، ولا يستفيدون من عثرات المواسم السابقة.
ساديو ماني يمثل كل قوة “العالمي”، فهو من نوعية اللاعبين الذين يصنعون الحدث. غيابه كان ملحوظًا في لقاء النصر الأخير أمام فارس الجنوب.
سالم الدوسري كان وما انفكّ يمثل الرئة التي يتنفس بها الفريق الهلالي.
قادسية أرامكو… حبة فوق وحبة تحت.