التقارير والحواراتالكرة العربية
بعد “270” يوما.. فيلود: مهام عسيرة .. ظروف معقدة .. وعزيمة مستمرة
في مثل هذا اليوم منذ ثمانية أشهر، أعلن الإتحاد السوداني لكرة القدم، تعاقده رسميا من المدرب الفرنسي هوبيرد فيلود لتدريب المنتخب السوداني الأول لكرة القدم رفقة والجزائري – الفرنسي لو حباب منير لمنتخبي الناشئين والشباب، والجزائري- الألماني آيت عبد المالك لتأهيل المدربين السودانيين.
الشاهد والمتأمل لفترة فيلود يجد أنها واجهت العديد من الصعاب والمشكلات التي وقفت حائله أمام تحقيق كل الخطط والبرامج التي وضعها لصقور الجديان، ولايزال اليوم يتعرف بعد على قدرات لاعبيه إذ لم تسمح له الظروف بتدريبهم لأكثر من ثلاثة أسابيع متسمرة، نسبة لضيق الوقت وفترات التدريب التي تتاح له بين الفينة والآخرى للوقوف على آخر إستعدادات لاعبيه، في ظل تحدي كبير ينتظره أمام النجوم السوداء في مباراتين متتاليتين تحددان بشكل قاطع مصير السودان في البطولة الأوحد التي ينافس على التواجد فيها “الكان” بعد خروجه “الشان” بجانب المهمة العسيرة في تصفييات قطر 2020، وفي السطور التالية نقف على ولايته الفرنسي بالتفصيل حتى الآن.
بداية متعثرة
فور تعاقد فيلود مع الإتحاد السوداني لكرة القدم بأربعة أيام، أعلن أولى خططته لمشواره الجديد مع صقور الجديان، حيث قدم الفرنسي برنامجه الخاص لمواجهتي النجوم السوداء “غانا” لحساب الجولتين الثالثة والرابعة بتصفيات أمم أفريقيا “الكان” 2021، ولكن بعد التجمع الأول للمنتخب والذي إستمر لمدة 4 أيام التي بدأت في الـ16 فبراير وإستمرت حتى يوم الـ20 منه، تم فض المعسكر في فترة التجمع الثاني بعد تسعة أيام فقط والتي بدأ في الـ11 من شهر مارس، وذلك بسبب جائحة كورونا، الامر الذي سبب صداعا كبيرا في ذهنه المدرب الفرنسي، والذي كان يمني النفس في إستمرار المعسكر بعد أن بدأ شيئا فشيئا التعرف على قدرات لاعبيه والإنسجام معه والبدء في رسم خططته التكتيكية بناءً على ذلك، إلا أن الظروف كانت أكبر من كل هذه الطموحات.
عودة أولى
عاد منتخب صقور الجديان لعقد ثاني معسكراته، في 19 يوليو بعد أن فضه في 20 فبراير بسبب كورونا، ولكن لم يكن فيلود متواجدا حينها بسبب إغلاق الملاحة الجوية وتواجده بعاصمة بلاده باريس، ليشرف على المعكسر المدرب العام خالد بخيت، قبل أن ينضم لاحقا في اليومين الآخيرين لنهاية أمد المعسكر، وإكد الفرنسي حينها أنه كان يتابع تفاصيل المعكسر أول بأول ونفذت كل توجيهاته من على البعد، مبديا رضاءه التام لنتيجة أول معسكر خُطط لتنفيذ كاملا من دون أي توقف.
عودة ثانية
بعد إعلان وزارة الشباب والرياضة في السودان عودة النشاط الرياضي بناءً على موفقة وزارة الصحة ولجنة الطوارئ الصحية، أعلن الإتحاد السوداني لكرة القدم جدول إستنئاف مباريات الدوري الممتاز وإستكمال الموسم، هذا الأمر وضع الجهاز الفني للمنتخب في وضعية مريحة، ويمكن عناصر المنتخب من العودة للعب بشكل مستمرة وهو ماسهل من مهمة فيلود في الإعداد البدني والفني للمواجهات المرتقبة، بعد الركود والسبات الطويل.
مهام عسيرة
في خضم كل تلك الأحداث تظل مباراتي المنتخب الغاني، هاجسا كبيرا يؤرق المدرب الفرنسي، إذا تكتسب هاتان المباراتان أهميه خاصة بإعتبار أنهما ستحددان مصير المنتخب السوداني في مشوار التصفيات ومدى بقاء حظوظه في التأهل والتواجد في العرس الأفريقي الكبير، بعد ضياعه لفرص التأهل لـ”الشان” أمام المنتخب التنزاني والخسارة منه بقلب الخرطوم بعد نقطة ثمينه عاد بها من دار السلام.
تحدي 2022
وعلى المدى البعيد يحاول الفرنسي رسم مشواره وتلمس خطاه في تصفيات قطر 2022 المهمه والتحدي الأكبر لصقور الجديان، البطولة التي تكاد فرصة تواجد السودان فيها ربما أفضل حالا بمقارنة بتصفيات بتصفيات روسيا 2018 وألمانيا، لكن بالنظر للظروف التي تواجه المنتخب السوداني هي الأسوأ مقارنة بكل تلك التصفيات السابقة، ولكن رغم كل ذلك لايزال فيلود متمسكا بأماله وأحلامه في قيادة صقور الجديان في التواجد في الدوحه لأول مرة تاريخ السودان في العرس والعالمي.
