الكأس ـ مصطفى هلش
نستكمل في هذه الحلقة ذكريات كأس العالم 94 وحكايات أول مباراة عربية بالمونديال وكذلك الفوز الأول للأخضر .
على ستاد نيو ميدولاندز بنيويورك والذي أعيد افتتاحه تحت مسمى ميتلايف في ٢٠١٠ كملعب خاص بكرة القدم الأمريكية وأمام حضور جماهيري كبير تخطى ٧٦ ألف متفرج أقيمت أول مباراة بتاريخ المونديال تشهد منازلة منتخبين عربيين وذلك يوم السبت ٢٥ يونيو ١٩٩٤ بين المنتخب السعودى ونظيره المغربي، الأخضر المنتشي بهدف فؤاد أنور كأول هدف في تاريخ مشاركته بالمونديال وبأداء قوي أمام الطواحين الهولندية نال احترام الجميع ، فيما دخل أسود الأطلس المباراة بهدف تعويض الخسارة من بلجيكا بهدف مارك ديجريس المبكر بالمباراة الافتتاحية للمغرب بمونديال أمريكا.
بقيادة تحكيمية للإنجليزى فيليب دوون وبمساعدة زميله روى بيرسون والفنلندى تابيو كارو والألماني هيلموت كروج كحكمًا رابعًا.
عبد الله بليندة المدرب المغربى دخل المباراة ولا بديل له إلا الفوز، فالمغاربة لن يغفروا له إخفاق جديد وربما ثالث قريب للغاية أمام هولندا فأعلن تشكيلته لخوض ما سمي وقتها ” كلاسيكو العرب” أو لقاء العرب الأكبر وضمت خليل عزمي في حراسة المرمى أمامه الخماسي عبد الكريم الحضريوي مدافع الجيش الملكى كظهير أيسر،ناصر عبد الله، الطاهر الخلج مدافع الكوكب المراكشى، اسماعيل تريكى، نور الدين النايبت وبوسط الملعب رشيد عزوزى، محمد الشاوش، أحمد بهجة، العربي حبابي وفي الهجوم رشيد الداوودي.
فيما ضمت تشكيلة خورخي سولارى محمد الدعيع في حراسة المرمى، محمد عبد الجواد، عواد العنزي، محمد الخليوي، احمد جميل، فؤاد أنور، فهد الهريفي، خالد مسعد، سعيد العويران، طلال الجبرين، سامى الجابر.
عُزف السلامان الملكي السعودي والمغربي، انطلقت المباراة بحماس كبير بالملعب بين اللاعبين وبالمدرجات كانت أكثر حماسة وتشوق لمشاهدة مباراة عربية بنكهة العالمية ، تسديدة قوية من العربي حبابي تصدى لها الدعيع ليردها بمنطقة جزاء المغاربة لتصل الكرة لسامي الجابر مراوغًا نور الدين النايبت الذي لم يجد طريقة لإيقافه إلا العرقلة ليعلن فيليب دون حكم المباراة عن ركلة جزاء للسعودية وهي الأولى في تاريخ مشاركات العرب بالمونديال، لينجح الجابر في التقدم للأخضر السعودي بعدما سددها قوية على يسار خليل عزمي معلنًا تقدم الصقور بالهدف الأول بالدقيقة السابعة.
انطلق أحمد بهجة جناح المنتخب المغربي من اليسار مراوغًا أحمد جميل ليهدي محمد شاويش كرة سهلة لإحراز هدف التعادل لكنه أهدرها بغرابة فوق العارضة.
وبالدقيقة السادسة والعشرين تتكرر نفس الكرة لكن هذه المرة لم يخطئها محمد شاوش واودعها مرمى الدعيع بسهولة بعد مراوغات بهجة لمدافعي الأخضر ليعلن هدف التعادل لأسود الأطلس .
ومع نهاية الشوط الأول سدد ” النسر ” فؤاد أنور كرة صاروخية غالطت الحارس المغربي والذي فشل في التعامل معها ليعلن أنور تقدم الصقور من جديد محرزًا هدفه الثاني بالبطولة ويرفع الأيادي للسماء في مشهد خالد ليشكر الله عز وجل على كل هذا التألق .
لينتهي الشوط الأول بتقدم السعودية على المنتخب المغربى بهدفين لهدف ، ومع بداية الشوط الثاني واصل الأخضر هجومه لإضافة الهدف الثالث وقتل المباراة، من عرضية متقنة من البديل عبد الله سليمان قابلها سعيد العويران بمقصية رائعة من وضع الطيران ارتدت من العارضة ، ومن ركلة حرة مباشرة كادت أسود الأطلس أن تتعادل بتسديدة قوية من عبد الكريم الحضريوي أنقذها الدعيع ببسالة كبيرة، ليحقق المنتخب السعودي الفوز الأول بمشاركته بكؤوس العالم.
